َهْرُ الشَّهادَةِ فِي ساحاتِنـا الْخُضْـرِ قالوا انْتَهى، كَذَبُوا وَالْفَجْرِ وَالْعَصْرِ
نَهْرُ الشَّهادَةِ مـا جَفَّـتْ مَنابِعُـهُ ما زالَ يَفْهَقُ دَفَّاقًا عَلـى الدَّهْـرِ
فِي كُـلِّ ناحِيَـةٍ تَلقـاهُ مُنْفَجـرًا لَمْ يَثْنِـهِ حَـزَنٌ يَنْحَـطُّ بِالصَّخْـرِ
فَدَعْ حَديثَ الْوَرى وَاسْمَعْ مَقالَتَـهُ يُنْبيكَ بِالْخَبَـرِ الْمَعْقـودِ بِالطُّهْـرِ
يُنْبيكَ ما كَتَموا عَنْ زَحْفِ عِزَّتِنـا وَكَيْـفَ رَدُّوا شَهيـدَ اللهِ لِلْخُسْـرِ
يُنْبيكَ بِالْحَقِّ مَنْصورًا وَإِنْ مَكَـرُوا يُنْبيكَ بِالدَّمِ يُدْنِـي طَلْعَـة الْفَجْـرِ
يُنْبيكَ بِالأَرْضِ حَيْثُ الأَرْضُ غُرَّتُـهُ وَيَوْمِها الْبِكْرِ لَمْ نَبْخَسْهُ فِي الْمَهْرِ
يُنْبيكَ أنَّا عَلـى مـا نابَنـا صُبُـرٌ يُنْبيكَ أنَّا صَهَرْنـا الْقَيْـدَ بِالصَّبْـرِ
أَنَّـا نُرَتِّـلُ فِـي أَسْمـاعِ أمَّتِنـا آياتِ مَأْثِـرَةِ الْقَسَّـامِ لا الشِّعْـرِ
فِي الْقُدْسِ غَزَّةَ فِي نابُلْسَ فِي نَقَبٍ وَفِي الْمُثَلَّثِ أَوْ فِي رَمْلَـةِ الْبَحْـرِ
وَفِي الْجَليلِ غَدَا التَّرْتيـلُ مُتَّصِـلاً بِسَوْرَةِ الْغَضَبِ الْهَدَّارِ لَـوْ تَـدْري
وَغُمَّةُ الضَّعْفِ لَنْ تَبْقى إِلَـى أَبَـدٍ تَحْتَ الرَّمادِ كُمونُ النَّـارِ وَالْجَمْـرِ
لَسَـوْفَ تَرْجِـعُ بُرْكانًـا لَهائِبُهـا فيها الْحَياةُ لَنا وَالْمَـوْتُ لِلسِّحْـرِ
يا أيُّهـا الشَّعْـبُ أَحْـلامٌ مُحَلِّقَـةٌ فَـوْقَ الدِّيـارِ يُجَلِّيهـا دَمُ النَّحْـرِ
وَلَيْـسَ إلاَّهُ لِـلأحْـلامِ يُنْزِلُـهـا لِيَكْتَسي صَدْرُ يَوْمِ الأَرْضِ بِالزَّهْـرِ
كَما اكْتَسَى زَهَرًا صَدْرُ الْجَليلِ بِـهِ مِنْ ثُلْثِ قَرْنٍ تَوَلَّى غَفْـوَةَ الظُّهْـرِ
وَما الأُلَى صَبَغُوا بِالأَمْـسِ تُرْبَتَـهُ وَغادَرونا إِلَـى الْجَنَّـاتِ لا الْقَبْـرِ
إِلاَّ شُموسُ الْهُدى ضاءَتْ مَسارِبَنا وَألْبَسَتْنـا بُـرودَ الْعِـزِّ وَالنَّصْـرِ
وَلَيْسَ آذارُ بِالشَّهْرِ الْعَبوقِ شَـذًى حَيْثُ الشَّذَى فيهِ دَفْقُ الدَّمِّ ما يُجْري
لَوْلا الْكَواكِبُ يَوْمَ الأرْضِ قَدْ سَطَعَتْ لَما تَفَـرَّدَ هـذا الشَّهْـرُ بِالْفَخْـرِ
فَلا تُوَلُّوا شَهيـدَ الأَرْضِ ظَهْرَكُـمُ فَذاكَ طَعْنُ الْوَفا بَـلْ قِمَّـة الْغَـدْرِ
فَهْـوَ الْحَبيـبُ إِلَـى رَبٍّ تَخَيَّـرَهُ وَما تَخَيَّرَ رَبِّـي حُـقَّ أَنْ نُطْـرِي
وَهْـوَ الْمُخَلَّـدُ حَيًّـا بَعْـدَ زَفَّتِـهِ لا مَوْتَ يُدْرِكُهُ فِي عَدْنِـهِ الْخُضْـرِ
يا أيُّها الشَّعْبُ إمَّا عَيْـشَ مَكْرُمَـةٍ أَوِ الرَّدى وَانْخِسافَ الأَرْضِ بالشَّرِّ
وَلَيْسَ دُونَهُمـا رُكْـنٌ تَفـوزُ بِـهِ سِـوى الْمَهانَـةِ وَالإِذْلالِ وَالْقَهْـرِ
أَهَلَّ يَوْمُكَ فِي الأَوْطـانِ مُعْتَجِـرًا بُرْدَ الْفِـداءِ وَنـورَ الأَنْجُـمِ الْغُـرِّ
فَاسْرِجْ خُيولَكَ يَوْمُ الأَرْضِ غازَلَها وَاحْفُرْ نَشيدَكَ فِي الْجُلْمودِ وَالصَّدْرِ
وَارْفَعْ جَبينَكَ أَنْتَ الْحُرُّ فِي وَطَـنٍ تَعَوَّدَ الْجـودَ بِـالأَرْواحِ لا التِّبْـرِ
]
]محمود مرعي
d]mahmood_m_m@ hotmail.com]
[
]* شاعر فلسطيني من مواليد قرية المشهد، قضاء الناصرة في عام 1967م
* نشرت أشعاره في الصحافة المحلية والعربية
* يكتب المقالة النقدية للمؤلفات الشعرية والأدبية في فلسطين عبر زوايا أسبوعية عديدة.
* من إصداراته الشعرية:
1. السهل في الصعب
2. حروف جامحة
3. فيض الخليل
4. نثير النور
5. في ظلال الحروف
6. جنّة الأرض